°°°°منتديات أحلى الأمهات°°°°
اخي الزائر/اختي الزائرة : اعضاء
المنتدى يبذلون مجهودات كبيرة من اجل افادتك.فبادر بالتسجيل لافادتهم او
لشكره
م ولا تبق مجرد زائر مستهلك فقط .. نحن في انتظار ما يفيض به قلمك من
جديد
ومفي
د





°°°°منتديات أحلى الأمهات°°°°
اخي الزائر/اختي الزائرة : اعضاء
المنتدى يبذلون مجهودات كبيرة من اجل افادتك.فبادر بالتسجيل لافادتهم او
لشكره
م ولا تبق مجرد زائر مستهلك فقط .. نحن في انتظار ما يفيض به قلمك من
جديد
ومفي
د





°°°°منتديات أحلى الأمهات°°°°
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

°°°°منتديات أحلى الأمهات°°°°

°°°°أحلى الأمهات :منتديات المرأة العربية المسلمة°°°°
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الأعضاء
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
المواضيع الأخيرة
» تسلخات الحفاظ
مسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى) Emptyالأربعاء 20 مايو 2015, 22:28 من طرف الأمل القادم

» افضل الطرق لدمج المعاقين
مسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى) Emptyالأربعاء 20 مايو 2015, 22:27 من طرف الأمل القادم

» الافرازات البيضاء
مسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى) Emptyالأربعاء 20 مايو 2015, 22:26 من طرف الأمل القادم

» المسجد النبوي
مسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى) Emptyالأربعاء 20 مايو 2015, 22:24 من طرف الأمل القادم

» حالة انا شوفتها بعينى
مسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى) Emptyالإثنين 10 نوفمبر 2014, 18:39 من طرف سمر سعيد

» الافرازات البيضاء
مسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى) Emptyالخميس 31 يوليو 2014, 01:01 من طرف ام امل وعمر

» فن تزيين البطاطس المقلية بالصور
مسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى) Emptyالأحد 16 مارس 2014, 14:19 من طرف Ls3T^^sh8ao0ah

» تربية الطفل العصبي ، تربية الطفل الشقي
مسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى) Emptyالأحد 16 مارس 2014, 14:12 من طرف Ls3T^^sh8ao0ah

» لكل المرضى هذا المرض لم يعد علاجه غير ممكن
مسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى) Emptyالسبت 08 مارس 2014, 13:42 من طرف منار الرامي

» علاج نفسى من الصدمات والاكتئاب عبر الانترنت مجانى
مسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى) Emptyالسبت 02 نوفمبر 2013, 23:46 من طرف راحة النفس

ساعة أحلى الأمهات
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني
عداد الزوار

.: عداد زوار المنتدى :.

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
الأمل القادم - 644
مسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى) I_vote_rcapمسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى) I_voting_barمسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى) I_vote_lcap 
اياد - 347
مسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى) I_vote_rcapمسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى) I_voting_barمسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى) I_vote_lcap 
المتفائلة - 232
مسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى) I_vote_rcapمسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى) I_voting_barمسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى) I_vote_lcap 
ابن بار - 193
مسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى) I_vote_rcapمسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى) I_voting_barمسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى) I_vote_lcap 
جيهان - 143
مسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى) I_vote_rcapمسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى) I_voting_barمسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى) I_vote_lcap 
اولادي بالدنيا - 139
مسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى) I_vote_rcapمسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى) I_voting_barمسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى) I_vote_lcap 
فلة - 115
مسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى) I_vote_rcapمسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى) I_voting_barمسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى) I_vote_lcap 
الصادقة - 88
مسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى) I_vote_rcapمسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى) I_voting_barمسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى) I_vote_lcap 
زهر الرمان - 72
مسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى) I_vote_rcapمسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى) I_voting_barمسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى) I_vote_lcap 
MATAR - 60
مسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى) I_vote_rcapمسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى) I_voting_barمسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى) I_vote_lcap 
المواضيع الأكثر نشاطاً
أمراض وعلاجات
أسألني من أنا .. فأجيبكـ .. وأسألك من أنت ؟
مدرسة الحياة ماذا علمتك؟؟؟
اشهر الحمل من البداية الى الشهر التاسع
أيام الأسبوع(شكل جذاب يجلب انتباه المتعلم)
مكتبـــــــة الاعشـــــــاب ...متجدد
بوح اثقل كاهلي
الاعجاز العلمي للقرأن الكريم ..واعجازات اخرى بين القران والعلم
أجمل ترحيب للأخ الغالي مصطفى1952
عيد ميلاد سعيد غاليتي جيهان
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم

 

 مسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى)

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الأمل القادم
المديرة العامة
المديرة العامة
الأمل القادم


رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 644
نقاط التقييم : 6861
تاريخ التسجيل : 21/03/2011
العمر : 48
الموقع الموقع : منتدى أحلى الأمهات

مسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى) Empty
مُساهمةموضوع: مسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى)   مسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى) Emptyالجمعة 25 مارس 2011, 14:52

مسلك القرآن الكريم
في إثبات الوحدانية
3- علي بن محمد بن ناصر الفقيهي
عميد شؤون المكتبات بالجامعة

تمهيد:
توحيد الألوهية: هو توحيد الله بأفعال عباده.
ولما كان هذا النوع من أنوع التوحيد هو مناط الإيمان بالله وحده، وإخلاص العبادة له { أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ } (الزمر الآية 3) { وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ
} (البينة الآية 5)، فقد أفصح عنه القرآن الكريم كل الإفصاح، وأَبدا فيه
وأعاد وضرب لذلك الأمثال المحسوسة والمشاهدة التي يعيشها المخاطب ويتعامل
معها بعقله ومشاعره لذا نجد في كل سورة من سور القرآن الكريم الدلالة على
هذا التوحيد إذ أن الخصومة بين الأنبياء وأممهم إنما كانت في هذا النوع من
أَنواع التوحيد، فالشرك الذي حدث من جميع الأمم إنما كان في هذا النوع.

أما
توحيد الربوبية والتي سبقت الأدلة الواضحة عليه من القرآن الكريم فعامة
مشركي الأمم مقرين بالخالق إلا من فسدت فطرته فانحرف عن خط العقلاء،
ولكنهم مع إقرارهم به أشركوا معه غيره يقول عزمن قائل: { وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ } (الزخرف الآية: 87).

أما توحيد الألوهية: فقالوا عنه { أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ } (ص الآية: 5)، ومن أجل ذلك تتابعت الرسل لدعوة الناس إلى عبادة الله وحده، وترك ما يدعون من دونه. { إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ } (فاطر الآية:24) { رُسُلاً
مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ
حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً } (النساء الآية: 165).

وعبادة الله شاملة لكل أفعال العباد قال تعالى: {
قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ. لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ
الْمُسْلِمِينَ } (الأنعام الآية: 164-165).

ثم
إن عقيدة التوحيد أقدم في تاريخ البشرية من العقائد الوثنية جميعاً، ذلك
أنها وجدت كاملة منذ اللحظة الأولى، لأنها ليست نابعة من أفكار البشرية
كما يرى أَصحاب مذهب التطور، وإنما هي فطرة الله التي فطر عباده عليها،
فقد خلقهم حنفاء فاجتالتهم الشياطين عن دينهم وأضلتهم، هذا ما يقرره
القرآن الكريم، والسنة النبوية، وعليه التصور الإسلامي، فقد أهبط الله عز
وجل آدم عليه السلام إلى الأرض ليقوم فيها بالخلافة التي اختاره الله
للقيام بها، بعد أن تلقى كلمات من ربه فتاب عليه وأخذ عليه العهد والميثاق
أن يتبع ما يأتيه من هدى الله، وأن لا يتبع الشيطان فيضله عن سبيله. قال
تعالى: { قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً
فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ
عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ. وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا
بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } (البقرة الآية: 38، 39).

وما
من شك أن آدم عليه السلام علمَ بَنِيه الإسلام وهو عقيدة التوحيد جيلاً
بعد جيل، وأن الإسلام كان أول عقيدة عرفتها البشرية في الأرض، ثم انحرفت
عن منهج الله وهديه، قال تعالى: { كَانَ النَّاسُ
أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ
وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ
بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ..} (البقرة الآية: 213).
أي كان الناس أمة واحدة على الإيمان ودين الحق، دون الكفر بالله والشرك
به، فاختلفوا فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين .

يوضح ذلك قوله تعالى في سورة يونس: { وَمَا
كَانَ النَّاسُ إِلا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلا كَلِمَةٌ
سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
} (يونس الآية: 19). فحين اختلفوا أرسل الله الرسل مبشرين ومنذرين،
يبشرون من أطاع الله بجزيل الثواب وكريم المآب، وينذرون من عصى الله فكفر
به بشدة العقاب وسوء الحساب والخلود في النار.

فكان أول رسول إلى الناس بعد اختلافهم نوح عليه السلام دعاهم إلى عبادة الله وحده كما قال تعالى حكاية عنه: { قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ. أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ } (نوح الآية: 303). وقوله: { يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ }. وقد ردوا عليه دعوته متمسكين بعبادة آلهتهم التي اتخذوها من دون الله: {
وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً
وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً. وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً } (نوح 23-24).

فنوح عليه السلام أرسل لإعادة الناس إلى دين الفطرة التي فطر الله الناس عليها كما قال تعالى: { فَأَقِمْ
وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ
عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ
وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ } (الروم الآية 30).

ويقول
رسول الهدى صلى الله عليه وسلم: "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه
يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه" . وقوله صلى الله عليه وسلم: قال الله
تعالى: "خلقت عبادى حنفاء كلهم وأتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم" .

وهنا
نقول كذب علماء الأديان المقارنة القائلين بتطور العقيدة، من التعدد إلى
الانتخاب ثم التوحيد . وإنما كانت البشرية على دين الإسلام وهو دين الفطرة
التي فطر الله الناس عليها حتى اجتالتهم شياطين الجن والإنس، فأشركوا
بالله خالقهم وعبدوا معه غيره، فأرسل الله إليهم الرسل ليعيدوهم إلى
الطريق السوي قال تعالى: { إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ } (فاطر الآية: 24).

وقد
عالج القرآن الكريم انحراف الناس عن توحيد الله بأنواع من الأساليب
الواضحة المتصلة بحياة الناس ومشاعرهم، وبين لهم أن كثيراً من أعمالهم
التي يتوجهون بها لغير الله هي حق لله لا يجوز صرفها لغيره، حتى استقاموا
على أمر الله واتبعوا رسوله الذي تركهم على المحجة البيضاء، ثم اختلط هذا
الأمر بعد ذلك على كثير من الناس لا سيما في العصور المتأخرة فخلطوا بين
ما هو حق خالص لله لا يجوز صرفه لغيره، وبين أمور من هذا الباب ظنوا أنها
من الأمور التي يجيزها الشرع.

ومن هذه الأنواع المشتبهة:
ا- الدعاء.
2- الحب القلبي.
3- الشفعاء.
4- النية والقصد.
5- حق التشريع.
وسنعرض لهذه الأنواع بشيء من التوضيح بأمثلة من الكتاب والسنة.
كما
سنذكر في هذا البحث نماذج من طريقة القرآن في إثبات الوحدانية، ونبين
طريقة القرآن في توحيد الأسماء والصفات، والغرض من دراسة هذا النوع من
أَنواع التوحيد وكيف كان القرآن يخاطب الناس به.

مع
ذكر نبذة قصيرة عن طريقة المتكلمين في إثبات هذا القسم من أنواع التوحيد
لا للمقارنة، وإنما لمعرفة ميزة طريقة القرآن التي تخاطب العقل والروح
معاً. وطريقة المتكلمين الجافة المبنية على الجدل والخصام.

فنقول:
المتأمل في كتاب الله تعالى يجد أن أكثر الحوار الذي دار بين الأنبياء وأممهم إنما هو في إثبات قضية الوحدانية لله تعالى.

أما ما حدث من بعضهم من مثل ما حكاه الله عزوجل عن الدهرية في قوله تعالى: {
وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا
وَمَا يُهْلِكُنَا إِلا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ
هُمْ إِلا يَظُنُّونَ } (الجاثية الآية:24).

فهو
من قلة من الناس ممن فسدت فطرتهم فانحرفوا عن منهج العقلاء، كما هو الحال
في أتباع الماركسية في عصرنا الحاضر. وإلا فوجود الله تبارك وتعالى من
بدهية الفطرة، { قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ..} (إبراهيم الآية: 10).

وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد.

ولا دليل عند أولئك في نفي وجود الخالق، إنما عندهم الظن. فقد قال الله لهم: { وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلا يَظُنُّونَ
} فالجهل بالشيء لا يدل على عدم وجوده، والظن لا يغني من الحق شيئاً، وقد
نفى الله العلم عنهم وبين قصور الحجة عندهم، وبين أن دعواهم بأنهم خلقوا
من غير شيء دعوى باطلة، إذ كل عاقل يعلم أنه لم يخلق نفسه ولا أولاده، ولا
السموات والأرض، قال تعالى: { أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ. أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لا يُوقِنُونَ } (الطور الآية: 35،36).

وقد
بين القرآن الكريم، بأن المشركين جميعاً حتى المدعين للربوبية إلحاداً
يعترفون بهذه الحقيقة، أي أَنه لا خالق إلا الله تبارك وتعالى، إذ لم يدع
أحد صفة الخلق والإيجاد عبر تاريخ البشرية كلها، { وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ } (لقمان الآية:25).

أما ما ادعاه النمرود بن كنعان، كما ذكر الله ذلك عنه في محاجته لإبراهيم عليه السلام في ربه قال تعالى: {
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ
اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي
وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ
اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ
الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ
الظَّالِمِينَ } (البقرة الآية: 258).

وفيها دعواه أنه يحي ويميت، كما أن إله إبراهيم يحي ويميت. فهو يماثل إله إبراهيم في هذه الخاصة كما يزعم.

وهو لعناده ومغالطته، أو لبلاهته، فقد فسر الحياة بالعفو عمن يستطيع قتله، والإماتة بمن ينفذ فيه حكم الإعدام.

ولذلك
فإن إبراهيم عليه السلام قطع لجاجته ودحض حجته، حيث بين له، أن الله وهو
إله إبراهيم ومعبوده يأتي بالشمس من المشرق، فعليه إن كان رباً وإلهاً
معبوداً كما يدعي أن يأتي بها من المغرب، فبهت الذي كفر وانقطعت حجته،
والله لا يهدي القوم الظالمين.

والملحد الآخر المدعي للربوبية والألوهية، هو فرعون، فقد تظاهر بادعاء الربوبية لنفسه كما حكى الله ذلك عنه بقوله: { فَحَشَرَ فَنَادَى، فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى } (النازعات الآية: 23، 24). { وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي..} (القصص الآية: 38).

وقد بين القرآن الكريم حين تحدث عن فرعون وملئه أنهم قد عرفوا الحق، ولكنهم استكبروا عن اتباعه ظلماً وعلوا في الأرض. قال تعالى: { فَلَمَّا
جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ.
وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً
فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ } (النمل الآية: 13، 14).

والمـاركسيون
يعترفون بوجود قوة خفية تحرك هذا الكون وتدبره أسموها الطبيعة، وهي في
الواقـع إلههم إذ ينسبون إليها إيجاد هذه الموجودات، فهم لم يدَّعوا خلق
أنفسهم، وعليه فهذه القوة التي أسموها الطبيعة هي الله عند المؤمنين به.
كما أن الفلاسفة سموا الإله المحرك الأول.

ولذلك
فإن الأدلة التي سبقت في مبحث إثبات وجود الله تعالى هي أدلة قاطعة على
إثبات وحدانيته سبحانه وتعالى فالله يقول مبينا وموضحاً هذه الحقيقة: { لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ } (الأنبياء الآية: 22).

وهذا المسلك في الاستدلال: هو ما يسميه علماء الكلام بدليل التمانع.

وهو انتظام الكون وسلامته من الخلل، الذي يدل على أن هذا النظام والإحكام من تدبير إله واحد.
وتقرير الدليل هكذا:
لو كان هناك آلهة متعددة لحصل الفساد في نظام هذا الكون، إذ لكل إله إرادة تخالف إرادة الآخر.
فمثلا هذا يريد إحياء شخص والآخر يريد إماتته. أو هذا يريد طلوع الشمس، وهذا يريد غروبها.
فتحصل
معارضة الإراديين، فإن لم يحصل مراد كل واحد منهما كانا عاجزين، والواجب
لا يكون عاجزاً. ويمتنع اجتماع مراديهما للتضاد. وما جاء هذا المحال إلا
من فرض التعدد فيكون محالاً. فأما إن حصل مراد أحدهما دون الآخر، كان
الغالب هو الواجب وهو الإله الحق. والآخر المغلوب ممكنا.

والواقع
المشاهد يؤكد صلاح العالم وانتظام الكون وسلامته من الخلل والفساد، فثبت
بذلك الوحدانية لله تعالى. التي بها صلاح العالم. وبطل ما يؤدي إلى فساده
وهو تعدد الآلهة.

ومن هذا الباب قوله تعالى: { مَا
اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً
لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ
سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ } (المؤمنون الآية: 91).

حال العرب عند نزول القرآن:
والجاهليون
حين نزول القرآن الكريم كانوا يؤمنون بالله وأنه هو الخالق وحده – إلا من
فسدت فطرته- وإنما كانوا يشركون معه آلهة أخرى لا يدعون لها الخلق
والإيجاد وإنما يتقربون بها لتشفع لهم عند الله. ولذلك عجبوا حين دعاهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبادة الله وحده. واتهموه بالسحر
والكهانة والكذب.

يقول تعالى مخبراً عن ذلك: { وَعَجِبُوا
أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ
كَذَّابٌ. أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ
عُجَابٌ } (ص الآية: 4، 5).
وقوله: { أَكَانَ
لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ
النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ
رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ } (يونس الآية: 3).

ومع هذا الإنكار الشديد على توحيد الألوهية فهم يعترفون بتوحيد الربوبية قال تعالى: { وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّه.. } (لقمان الآية: 25).

فكأنهم يقولون. فالله إذا كان خالقاً وحده، لا يلزم من ذلك أن يكون منفرداً بالعبادة { أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً } ذلك أن عبادتنا لغيره ما هي إلاَّ وساطة بتلك المعبودات كي تقربنا إلى الله زلفى {.. مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى..} (الزمر الآية:3).

وسبب
هذا التمسك والمحافظة على هذه الوسائط والاستمرار في اتخاذها شفعاء عند
الله وإن كانت لا تنفع نفسها، هو الألف والعادة فلا مجال للعقل أن يفكر بل
ما تلقوه عن الآباء وورثوه عن الأجداد هو الدين، ولو كان الآباء والأجداد
لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون. { إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ } (الزخرف الآية: 23).

وقال
أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية لأبي طالب عند الوفاة: أترغب عن ملة عبد
المطلب. ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له: قل لا إله إلا الله أحاج
لك بها عند الله فكان آخر كلامه أن قال: هو على ملة عبد المطلب .

فلما
دعاهم رسول الهدى صلى الله عليه وسلم إلى خلع هذه الأنداد المتخذة مع
الله وطلب منهم أن يفردوا الله وحده بالعبادة لأنه الإله الحق، وأن يتركوا
تلك الوسائط والشفعاء التي لا تدفع عن نفسها شراً. فضلا عن أن تنفع
غيرها، أعظموا ذلك الأمر واستغربوه وتعجبوا من قائله، وانطلق سادات القوم
وكبراؤهم يحثون أتباعهم على الاستمرار على دينهم والسدور في شركهم،
يحثونهم على الصبر على آلهتهم، وأن لا يستجيبوا لدعوة محمد صلى الله عليه
وسلم التي يدعوهم فيها إلى توحيد الخالق في العبادة. الذي يعترفون له بأنه
الواحد في الخلق، متهمين رسول الله أنه إنما يريد بهذه الدعوة الشرف
والاستعلاء عليهم، وما دعواه النبوة وإنزال الوحي عليه إلا افتراء واختلاف
إذ كيف اختصه الله من بينهم بذلك، يقول الله في ذلك: {
وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى
آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ. مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي
الْمِلَّةِ الآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلا اخْتِلاقٌ. أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ
الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا
يَذُوقُوا عَذَابِ } (ص الآية: 5-8).

هكذا كان حال أولئك المشركين حين يدعون إلى توحيد الله وإفراده بالعبادة.

وقد سلك القرآن الكريم في دعوتهم إلى ترك هذه الآلهة المزعومة مسالك متعددة منها:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الأمل القادم
المديرة العامة
المديرة العامة
الأمل القادم


رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 644
نقاط التقييم : 6861
تاريخ التسجيل : 21/03/2011
العمر : 48
الموقع الموقع : منتدى أحلى الأمهات

مسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى)   مسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى) Emptyالجمعة 25 مارس 2011, 15:10

1- بيان عجز الآلهة المدعوة من دون الله:
{ يَا
أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ
تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا
لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ
ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ. مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ
إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } (الحج الآية: 73، 74).

يبين
تبارك وتعالى لعباده أن هذه الآلهة المزعومة المدعوة من دونه عاجزة
وضعيفة فلو اجتمعت كلها لإيجاد مخلوق حقير مثل الذباب لا تستطيع ذلك. بل
إن الذباب الحقير لو أخذ منه شيئاً من حقير المطاعم، وطار به، لما
استطاعوا إنقاذه منه وهذا يؤكد عجز هذه الآلهة وضعفها أمام هذا المخلوق
الضعيف { ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ }.
أفمن كانت هذه صفته يصلح لأن يعبد ليَرْزق ويسْتَنصر، إذاً فالغارقون في
عبادة هذه الأوثان، لم يقدروا الله حق قدره وهو القوي العزيز. { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } (البقرة الآية: 21).

2- بيان أن الخلق عنوان العبادة:
{ أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ } (النحل الآية: 17).
{ هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ } (لقمان الآية: 11).
{ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ } (الأنعام الآية: 102).

وقد
تعددت الآيات التي تنبه عقول المخاطبين وتبين لهم بأن أولئك الشركاء
المدعوين مع الله لا يستطيعون تقديم شيء لمن دعاهم، بل إنهم عاجزون عن
نصرة أنفسهم فيما إذا اعتدى عليهم فكيف يسوغ دعاؤهم عند أصحاب العقول
والفطر السليمة. يقول تعالى: { أَيُشْرِكُونَ مَا لا
يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ. وَلا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً
وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ. وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لا
يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ
صَامِتُونَ. إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ
أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ
صَادِقِينَ. أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ
يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ
آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلا
تُنْظِرُونِ. إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ
يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ. وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا
يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ. وَإِنْ
تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ
إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ } (الأعراف الآية: 191-198).

فهذه
الآيات تضمنت الإنكار الشديد من الله تبارك وتعالى على المشركين الذين
يعبدون مع الله غيره من الأنداد والأصنام والأوثان، إذ كيف يسوغ لمخلوق
منحه الله العقل والسمع والبصر أن يعبد مخلوقاً مثله، مصنوع مربوب لا يملك
لنفسه ضراً ولا نفعاً ولا يملك من الأمر شيئاً. بل إن أكثر هذه المعبودات
جماد لا تتحرك ولا تسمع ولا تبصر، وعابدوها أكمل منها بسمعهم وبصرهم
وبطشهم، ولهذا قال: أيشركون به من المعبودات مالا يخلق شيئاً ولا يستطيع
ذلك .. .
ثم يتابع تبارك وتعالى بيان ضعف هذه الآلهة فيقول: { وَلا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ }
(الأعراف الآية: 192). فهي لا تستطيع نصر عابديها، بل ولا نصر أنفسها ممن
أرادها بسوء كما كان الخليل عليه السلام يحطم أصنام قومه التي يعبدونها: {
فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلا تَأْكُلُونَ. مَا لَكُمْ لا تَنْطِقُونَ. فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ } (الصافات الآية: 91- 93). { فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلا كَبِيراً لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ } (الأنبياء الآية: 58).

ولننظر
لقصة عمرو بن الجموح سيد قومه مع صنمه الذي كان يعبده، ويطلب منه أن يدفع
عن نفسه الشر إن كان فيه خيراً بعد أن يقدم له السلاح. وكان من خبره أن
له صنماً في داره اتخذه من خشب سماه مناة كما كانت الأشراف يصنعون تتخذ
إلهاً تعظمه وتطهره، فكان يطيب صنمه هذا وينظفه. فلما أسلم فتيان بني سلمة
معاذ بن جبل، وابنه معاذ بن عمرو بن الجموح في فتيان منهم، ممن أسلم وشهد
العقبة، كانوا يَدْلجون بالليل على صنم عمرو فيحملونه فيطرحونه في بعض
حفر بني سلمة، وفيها عذر الناس منكساً على رأسه، فيلتمسه فيرى ما صنع به،
فيغسله ويطيبه، ثم يقول: أما والله لو أعلم من فعل هذا بك لأخزينه. فإذا
نام وأمسى عمرو، عدوا عليه ففعلوا به مثل ذلك، فيغدوا فيجده في مثل ما كان
فيه من الأذى. فلما أكثروا عليه استخرجه من حيث ألقوه، فغسله وطهره
وطيبه، ثم جاء بسيفه فعلقه عليه، ثم قال: إني والله ما أعلم من يصنع بك ما
ترى، فإن كان فيك خير فامتنع فهذا السيف معك، فلما أمسى ونام عمرو عدوا
عليه، فأخذوا السيف من عنقه، ثم أخذوا كلباً ميتاً فقرنوه به بحبل. ثم
ألقوه في بئر من آبار بني سلمة، فيها عذر من عذر الناس ثم غدا عمرو بن
الجموح فلم يجده في مكانه الذي كـان به، فخرج يتبعه حتى وجده في تلك البئر
منكساً مقروناً بكلب ميت، فلما رآه وأبصر شأنه، وكلمه من أسلم من رجال
قومه، فأسلم وحسن إسلامه.

فقال حين أسلم وعرف من الله ما عرف وهو يذكر صنمه ذلك ويشكر الله تعالى الذي أنقذه مما كان فيه من العمى والضلالة:
والله لو كـنـت إلها لـم تـكـن أنت وكلب وسط بئر في قـرن
أف لملقـاك إلهـا مسـتدن الآن فتشـناك عن سـوء الغبن
الحمـد لله العلـي ذي المنن الواهب الرزاق ديـان الـدين
هو الذي أنقـذني من قبـل أن أكـون في ظلمـة قبـر مرتهن
بأحمـد المهـدي النبي المرتهـن
كما
بين سبحانه في هذه الآيات أن هذه الأصنام لا تسمع دعاء من دعاها. ولا
تبصر من تقرب إليها، فلا فرق بين دعائكم إياها وعدم دعائكم في أنها لا
تسمع ولا تجيب { وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لا يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ } (الأعراف الآية 193) ذلك أنهم عباد الله أمثالكم.

وكما قال إبراهيم عليه السلام لأبيه كما حكى الله ذلك عنه: {.. يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً } (مريم الآية: 43).

وأخيراً
يوجه لهم الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن بين لهم ضعف آلهتهم وعجزها
تحدياً لأن يجتمعوا هم وشركاؤهم فيكيدون له إن استطاعوا. { قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلا تُنْظِرُونِ } (الأعراف الآية: 195).

وذلك
لأنه لا يعبد إلها عاجزاً مثل آلهتهم وإنما إلهه ومعبوده ووليه هو الله
جل جلاله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين بالنصر والتأييد. أما آلهتهم
فلا تستطيع أن تعمل من ذلك شيئاً لأنها لا تسمع ولا تبصر وإن مثلت بصورة
من يسمع ويبصر.

{
إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى
الصَّالِحِينَ. وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَطِيعُونَ
نَصْرَكُمْ وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ. وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى
الْهُدَى لا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا
يُبْصِرُونَ } (الأعراف الآية: 196، 198). وهكذا يسلك القرآن الكريم
هذا المسلك ليقطع طمع هؤلاء في التعلق بهذه المعبودات فيبين لهم عجزها من
الواقع المحسوس لهم، فكما أنها لا تستطيع إيجاد ذباب، ولا أن تستنقذ منه
ما سلبه منها، ولا تستطيع نصر أحد ولا تدفع الضر عن نفسها، فكذلك هي أوهى
من بيت العنكبوت.

{ مَثَلُ
الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ
الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ
الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ } (العنكبوت الآية: 41).

ب- بيان أنهم عند الشدة يلجؤون إلى الله وحده:
فيلزمهم أن يخلصوا له الدين دائماً.
قال تعالى: {هُوَ
الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ
فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا
جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ
وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ
الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ
الشَّاكِرِينَ. فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ
بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى
أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ
فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (يونس الآية: 21-22).

هكذا
كان حالهم، ففي حال الرخاء يشركون بالله تعالى، أما في حال الأزمات
والضيق والشدة فيعلمون أن المفرج لتلك الكربات، والمنجي من تلك المهلكات
هو الله العلي القدير، فيخلصون له العبادة فلا يدعون معه غيره، كما قال: {
وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلا إِيَّاهُ } (الإسراء الآية: 67). { قُلْ
مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ
تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ
الشَّاكِرِينَ. قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ
ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ} (الأنعام الآية: 63، 64).

وفرعون
واحد من هؤلاء فقد رفض الإيمان بإله موسى. وحين رأى الهلاك وأدركه الغرق،
انجلى عن الفطرة ما كان قد شابها، فكرر الإيمان ثلاثاً علّه يستجاب له
فينجو، ولكن كان ذلك في وقت لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل.

قال تعالى: { وَجَاوَزْنَا
بِبَنِي إِسْرائيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ
بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ
أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرائيلَ وَأَنَا
مِنَ الْمُسْلِمِينَ } (يونس الآية: 90).
ولكن الله يقول: { وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ } (النساء الآية: 18).

ولذلك قال له: { آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ } (يونس الآية:91).

وفى الحديث: عن عمر أن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي: كم تعبد اليوم إلها؟
قال: سبعة... ستة في الأرض واحد في السماء.
قال: فأيهم تعده لرغبتك ورهبتك؟
قال: الذي في السماء.
قال: أما إنك لو أسلمت علمتك كلمتين ينفعانك، فلما أسلم الحصين.
قال: يا رسول الله علمني الكلمتين اللتين وعدتني.
قال: اللهم ألهمني رشدي وأعذني من شر نفسي .
وإذا كانوا يخلصون لله العبادة في حال الشدة فيلزمهم أن لا يشركوا في حال الرخاء لأن الله لا يقبل من الدين إلا ما كان خالصاً.
كما قال: { إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ. أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِص} (الزمر الآية: 2-3).
وفي الحديث القدسي: "أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه" .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
جيهان
عضو فعال
عضو فعال
جيهان


رقم العضوية : 3
عدد المساهمات : 143
نقاط التقييم : 5300
تاريخ التسجيل : 23/03/2011
الموقع الموقع : أحلى الأمهات والبنوتات ههههه

مسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى)   مسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى) Emptyالإثنين 04 أبريل 2011, 01:05

شكرااااااااا جزيلااااااااااا اختي
على الموضوع القيم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مسلك القرآن الكريم في إثبات الوحدانية (بحث علمى)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رجيمك من القرآن الكريم
» مرحبــا بالأخ الكريم أبو ياسين
» موقع القرآن كاملا لجميع المشايخ بصيغةmp3
» الأخ الكريم ALCAPONI بيننا يا مرحبـــا
» الاعجاز العلمي للقرأن الكريم ..واعجازات اخرى بين القران والعلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
°°°°منتديات أحلى الأمهات°°°°  :: القسم الإسلامـــي :: منتدى المواعظ والرقائق-
انتقل الى: